دير سريان.
في قلب جنوب لبنان، بالقرب من المناطق الحدودية،
ترقد دير سريان بسلام بين بساتين الزيتون والتلال المتدحرجة، وبيوتها الحجرية تهمس بحكايات الأجيال الماضية. محاطة بالطبيعة ومشبعة بالتقاليد، تشكل القرية ملاذاً للهدوء والتواصل. هنا، يحمل النسيم رائحة الزعتر والياسمين، وكل غروب يرسم في السماء ألوان الأمل والتراث، مجسداً صمود أهلها الذين عبروا الحروب والسنين بثبات وكرامة.
كتبه فريق بلدية دير سريان
بمساهمة من مؤرخين محليين وكبار السن






التاريخ القديم لدير سريان
يأتي اسم دير سريان من اللغة السريانية، ويعني 'دير السريان'، مما يعكس وجودها المبكر. وتشير الاكتشافات الأثرية والتقاليد الشفوية إلى وجود مستوطنة سبقت العصر الحديث—من المحتمل أن تكون فينيقية أو آرامية—نشطت في هذه المنطقة. على مرّ القرون، صمدت دير سريان في وجه الغزوات والإمبراطوريات والصراعات، محافظةً على هويتها عبر الزمن.
خلال الحقبة العثمانية، استقرت عائلات من مناطق مجاورة في دير سريان، وأسست جذوراً وتقاليد لا تزال تشكل النسيج الاجتماعي للقرية حتى اليوم. بقيت القرية شاهدة هادئة ولكن صامدة على تطور تاريخ لبنان، موفرةً ملاذاً وقوة لأهلها.